عبر الحدث: تجربة حزب الله وحلفائه في السلطة كانت كارثية على لبنان ومتمسكون بالاستحقاق الديمقراطي لنقدّم للبنانيين بديلًا جديًا

الاثنين 27 كانون أول 2021

أوضح رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل أننا لا نطلب من الأمم المتحدة أن تتدخل بشؤون لبنان، بل أن تقوم بدورها من خلال تطبيق قرارات اتخذتها هي، كالقرارين 1595 و1701 وهدفهما حماية سيادة لبنان، أي حماية الحدود اللبنانية ومنع تجوّل المقاتلين عبر الحدود ومنع إدخال السلاح الى لبنان وحماية الشعب اللبناني من أي تعدٍّ عليه.

وتمنى الجميّل في حديث عبر العربية الحدث على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وأعضاء مجلس الأمن تحمّل مسؤولياتهم تجاه لبنان الذي هو رهينة بيد حزب الله وإيران، وأوضح: "نحن نعتبر أن على الأمم المتحدة التدخل لأن هناك صراعًا بمعنى أن هناك دولة تتدخل بشؤون دولة أخرى وتمويل ميليشيا موجودة على أرضها وتأخذ الشعب رهينة وتساهم بإفلاس الدولة اللبنانية".

وعن طريقة تعاطي العهد لفت الى اننا من اللحظة الأولى لم نقتنع بأن حليف حزب الله إن وصل الى الرئاسة سيساهم في انفتاح الدولة وازدهارها وتحويل لبنان إلى محور حقيقي بالتعاطي مع الدول، ونحن نعرف سلفًا ان انتخاب مرشح حزب الله سيؤدي الى عزل لبنان وجرّ المؤسسات الرسمية لتكون بحالة صراع مع الدول العربية والغرب وقد حذرنا من الأمر ورفضنا التسوية ورفضنا التصويت للرئيس عون في وقت أن باقي القوى التي ساهمت في هذا الانتخاب من باب المصلحة الآنية والمكتسبات الصغيرة ساعدت في تسليم لبنان إلى حزب الله وفي كل الكوارث التي رأيناها منذ انتخاب عون حتى الساعة، مشيرا الى ان الرئيس عون فشل في إدارة شؤون البلد وتطبيق خطاب القسم الذي وعد فيه اللبنانيين بالكثير، وكما كان منذ 10 سنوات فقد التزم بمحور حزب الله إلى جانب إيران وكل المنظومة الإقليمية التي يمثلها الحزب والنتيجة إفلاس اقتصادي وإفلاس الناس وخسارتهم ودائعهم، ووضع يد كاملة للحزب على كامل المؤسسات، ونحن بحالة مأساوية والشعب يناشد كل الأصدقاء للوقوف الى جانبه لإنقاذه من الزوال، لأن الهوية اللبنانية إلى زوال والشعب يهاجر والكوادر الشبابية تبحث عن مستقبل في مكان آخر ونحن نعتبر أن تجربة استلام حزب الله وحلفائه للسلطة كانت أكبر كارثة على لبنان.

أضاف الجميّل: "كل من كانوا في التسوية والسلطة منذ 2015 وصولا الى الانتفاضة ضدهم مسؤولون عما وصلنا اليه، لأنهم اتخذوا قراراتهم بالاجماع، وصوّتوا على الموازنات الوهمية والمدمّرة بالإجماع، وتحالفوا مع بعضهم البعض بالإجماع وشكّلوا حكومة بالإجماع كانوا جميعهم أعضاء فيها باستثنائنا، من هنا أعتبر هذا التصنيف صحيحًا أي جميعهم مسؤولون، لأنهم ساهموا في الانهيار الذي وصلنا إليه وساهموا بانتخاب عون وتسليم البلد لحزب الله.

وأكد رئيس الكتائب أننا حزب لبناني وليس مسيحيًا، ونتحدث باسم كل الذين يؤمنون بالمبادئ التي نؤمن به، ولا نميز بين لبناني وآخر الا وفق القناعات السياسية والمبادئ التي يلتزم بها الشخص بمعزل عن طائفته، مشددا على ألا مانع من الالتقاء مع أي طرف على بعض المواضيع ومن خلال معارك مشتركة ونواجه بالاتجاه نفسه ونخوض معركة مشتركة باتجاه معين في بعض الأمور وهذا لا ينطبق فقط على القوات اللبنانية بل على أي فريق، لكن بالمبدأ العام نحن ملتزمون بجبهة سياسية نتفق مع أعضائها على كل المبادئ في وقت نختلف مع القوات اللبنانية على مبادئ أساسية، وأردف: "سنخوض الانتخابات وفي المجلس النيابي سنلتقي مع باقي الأفرقاء على مواضع محدّدة وإن طالبت القوات بتطبيق القرارات الدولية فسنخوض المعركة سوية".

وعن التغيير في الانتخابات المقبلة قال: "هناك اشمئزاز وغضب كبيرين من الشعب اللبناني وإرادة بتصفية الحساب مع من دمّر حياة اللبنانيين، جازمًا بأن المحاسبة آتية والتغيير سيحصل، محذرا من أن السلطة تحاول منع حصول هذا التغيير من خلال السيطرة على القضاء وأضاف: "جميعنا نعرف أنه إن لم يكن هناك قضاء نزيه فالانتخابات ستكون مفتوحة على كل أنواع المخالفات والتجاوزات، وهناك ضغط لمنع المغتربين من التصويت ولم تنجح كل المحاولات، ويحكى عن تأجيل الانتخابات لأن من في السلطة يدركون أن تغييرًا أساسيا سيحصل ويخشون حصوله، وتابع: "نحن متمسكون بهذا الاستحقاق ونوحّد صفوف المعارضة بمواجهة السلطة لنقدّم للبنانيين بديلا جديًا ذات نضوج ووجوه كفوءة تنقل لبنان الى مكان أفضل". وأكد أننا نضع يدنا بيد كل من يؤمن معنا بالمبادئ الثلاثة:

1 ـ الدفاع عن سيادة لبنان ورفض وجود أي سلاح خارج إطار الدولة.

2 ـ مواجهة منظومة التسوية المسؤولة عن وصولنا الى ما وصلنا إليه وإحداث تغيير في الأشخاص والقوى الموجودة في المجلس النيابي لبدء الإصلاح الحقيقي في البلد.

3 ـ مقاربتنا لبنانية وطنية عابرة للطوائف والمناطق ونرفض أي معارك ذات طابع فئوي أو مذهبي.

وشدد على أننا على تواصل مع مجموعة كبيرة من القوى، وقد تم تأسيس إطار جبهة المعارضة اللبنانية ونحن أعضاء فيها إلى جانب قوى نائشة وأحزاب موجودة كحركة الاستقلال ونعمل لتوسيع الإطار ليضم أكبر عدد من القوى التي تتفق معها على النقاط الثلاث وهي: "السيادة، المحاسبة والمقاربة الوطنية العابرة للطوائف والمناطق". وأشار الجميّل إلى أننا نرفع الصوت ونقول إننا رهينة وهناك خاطف للدولة هو حزب الله الذي يأخذ علنًا وباعترافه أوامره من إيران ونحن كلبنانيين رهينة عند إيران وإن أردنا أن نحرّر أنفسنا فنحن بحاجة لمساعدة، لافتا الى أننا نطلب من المجتمع الدولي حماية الاستحقاق الديمقراطي ليس عبر المراقبة بل من خلال الإشراف المباشر على الانتخابات، أي إشراف أممي وليس من دولة محدّدة أو فريق محدّد لنؤمّن أن هذا الاستحقاق لن يتم فيه تزوير إرادة اللبنانيين وهذا هو هدفنا، وكي يحصل لا بد من حضور على الأرض لمراقبين يقومون بإشراف مباشر على العملية الانتخابية. وعن زيارته الولايات المتحدة، أوضح رئيس الكتائب أن الادارة الأميركية لديها اهتمامات أخرى فيما نحن في لبنان نعتقد أننا نصف العالم، مضيفًا: "لبنان دولة صغرى وقد ملّوا منا وأعطونا وقتًا أكبر من حجم لبنان وأكثر مما يستحق بالنسبة إليهم، لكننا نكافح لنترك لبنان على الخارطة لأن بلدنا بحاجة لدعم كل الاصدقاء في المنطقة والعالم ليخلّص نفسه من الكارثة التي يتخبط فيها بالسياسة والاقتصاد".

ونبه من محاولة "فرط" كل المؤسسات الواحدة تلو الأخرى، وقال: "لقد فرطوا الوزارات والموازنة والاقتصاد وكل مقوّمات الدولة بتمويل نفسها ودفع رواتبها، شبكة الكهرباء فرطت والاتصالات على وشك الانهيار، مضيفًا: "هناك عمل ممنهج لفرط كل مقوّمات الدولة من مؤسسات أمنية أو حكومية أو إنمائية، انتقلوا بعدها الى القضاء ونرى الحرب الكبرى وصمود الجسم القضائي بوجه هذه المحاولات، وأردف: "لقد اعتبرت أنه اذا كان الهدف فرط الدولة، فهناك حاجز أساسي لفرطها هو فرط الجيش وسينتقلون لمحاولة فرطه وهذا ما حصل في الطيونة وكان مؤشرًا لبداية الأمر، كما أن رواتب الجيش لم تعد تكفي للحفاظ على المؤسسة العسكرية بسبب الوضع الاقتصادي وهذا ينعكس على الجيش والمؤسسات الأمنية وانا قلق جدًا من اعتبارهم أن الحاجز الأخير للانقضاض الكامل على ما تبقى من لبنان هو الجيش وسيحاولون كسر هذا الحاجز في الفترة المقبلة".

ورأى أن للخروج من المأزق، هناك مسارين متوازيين: المسار الأول هو وحدة صف المواجهة في لبنان وهذا ما نسعى للعمل عليه من خلال تجميع التغييريين والسياديين الذين يطمحون للبنان الجديد والاتصالات جارية على قدم وساق ونأمل التوصل الى مشهدية موحّدة للمعارضة لنقدّمها للشعب اللبناني، أي أولا في الداخل من خلال التوحيد، وبدء المواجهة في الانتخابات النيابية في الاعلام والشارع، وثانيا، العمل على "لوبي" في الخارج من خلال الاهتمام الدولي بلبنان أكان مع فرنسا أو أميركا والدول العربية او الامم المتحدة وأوروبا وكل من يرغب بمساعدتنا لإخراج لبنان من الكارثة التي هو فيها لنضغط على ايران لتتوقف عمّا تقوم به من خلال حزب الله على الشعب اللبناني.

تواصل معنا