جوائز للطالبات المتفوقات في العلوم والتكنولوجيا

 

الموضوع: اقتراح تقديم جوائز للطّالبات المتفوّقات في موادّ العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

تشير الإحصاءات الأخيرة التي نشرتها إدارة الإحصاء المركزي في لبنان إلى وجود فوارق كبيرة بين عدد النساء العاملات في مجالات العلوم والهندسة والمعلوماتية وعدد الرجال العاملين في هذه القطاعات، وبشكل أكبر ممّا هو عليه في القطاعات الأخرى. إذ تشكّل النساء 21% فقط من مجموع المهندسين المنتسبين إلى نقابة بيروت مقارنة بــــــ 79% من الذكور، و27% من النساء مقابل 73% من الذّكور في نقابة طرابلس؛ و32% من أطباء لبنان نساء مقابل 68% رجال؛ و25% من أطباء الأسنان إناث مقابل 75 % ذكور؛ و4% من المصورين نساء مقارنةً بــ 96% الرجال.

وفي الوقت نفسه نجد تفاوتًا بين نسبة النساء في الوظائف المتعلّقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والوظائف الأخرى. إذ تظهر الإحصاءات أنّ المرأة اللبنانية تفضّل مزاولة المهن ذات الطابع الإداري والمكتبي أو تلك المتعلّقة بالتعليم والصحة. فيتوزّع الممرضون في لبنان على 83% إناث و17% ذكور والصيادلة إلى 58 % إناث و42 % ذكور.

إلّا أنّ الأمر ليس مرتبطًا بعدد المتخرّجات الحاصلات على شهادات جامعية، فنسبة النساء من بين الجامعيين هي 55% مقابل 45% للرجال، بل يرتبط بالتخصّصات التي تلتحق بها الفتيات والشابات في مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي.

ويتبيّن أنّ توزيع الطلاب في مراحل التعليم الثانوي وفقًا للنوع والفرع هو على الشكل التالي:

الفرع

إناث

ذكور

الآداب والإنسانيات

83,4 %

16,6 %

علوم الاقتصاد والاجتماع

58,5 %

41,5 %

العلوم العامة

28 %

72 %

علوم الحياة

55,8 %

44,2 %

 

أمّا توزيع الطلاب في التعليم الجامعي وفق الاختصاص والنوع فجاء على الشكل التالي:

الاختصاص العلمي

إناث

ذكور

التعليم

91 %

9 %

الصحة

69 %

31 %

الآداب والإنسانيات

61 %

39 %

العلوم

47 %

53 %

الهندسة والمعلوماتية والبناء

29 %

71 %

 

وقد تشير الدراسات العالمية إلى أنّ الفتيات والنساء يبتعدن عن الدراسة أو العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأسباب عدّة:

أولاً: بالصورة النمطية بين الجنسين والثقافة الذكورية السائدة إذ ينظر المجتمع إلى الرجل على أنّه أكثر كفاءة ومناسبةً لهذا النوع من الوظائف.

ثانياً: المعتقدات الشائعة بعدم قدرة المرأة الفكرية على دراسة المواد العلمية الصعبة والتي أثبتت الدراسات العالمية خطأها.

ثالثاً: سيطرة الرجال الحالية على سوق العمل والمقاعد الدراسية والتي تثني الفتيات والشابات عن الانخراط في هذه المجالات.

رابعاً: نظرة المجتمع والأسرة إلى دور المرأة كزوجة وأم وتوفيقها بين هذا الدور وعملها، ممّا يدفعها إلى تفضيل اختصاصات أخرى كالتّعليم والتّمريض بشكل أساسي.

خامساً: تقصير الدولة في تقدير النساء البارعات في هذه المجالات وعدم الإضاءة على نجاحاتهنّ.

وبما أنّ الدولة اللبنانية قد تعهّدت عند انضمامها إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW) باتّخاذ جميع التّدابير المناسبة لتغيير أو إبطال القائم من القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزًا ضدّ المرأة (المادة ٢ الفقرة و).

لذلك، انطلاقًا من معرفتي بأنّكم تشاركونني الإيمان بالمساواة وبأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به وزارة التربية والتّعليم العالي والمؤسسات التربوية والعلمية لتشجيع الفتيات والشابات الرّائدات في لبنان على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتغيير العقلية السائدة في هذا المجال، واستتباعًا للفكرة الّتي أطلقتها في المؤتمر التربوي اللبناني الّذي دعوتم إليه في 22 نيسان 2015 بصفتي نائبًا في البرلمان اللبناني وعضوًا في لجنتي التّربية وحقوق الإنسان النّيابيّتين، أتمنّى عليكم الموافقة على اقتراحي تخصيصَ يوم وطنيّ للطالبات اللبنانيّات المتفوّقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، توزّع فيه جوائز معنويّة ومنح دراسية ومساعدات على طالبات متفوّقات في هذه المجالات في الصّفوف الثّانويّة والجامعات، وعلى الطّالبات اللواتي يبدعنَ في ابتكار أفكار لمشاريع علميّة وتكنولوجيّة وباهرة ومفيدة.

ويمكن تسمية هذه الجوائز بأسماء نساء لبنانيّات رائدات في هذه المجالات العلميّة والتقنيّة تكريمًا لهنّ وتيمّنًا بهنّ واعترافًا من الدّولة اللبنانيّة ببراعتهنّ وتفوّقهنّ. وهكذا نحطّم بعض القيود الّتي تأسرنا، ونخطو نحو المساواة الفعليّة، ونشجّع المرأة للتّخصّص في هذه المجالات الّتي يعتبرها المجتمع عن غير حق خاصّة بالرّجال دون النّساء.

مع كامل التّقدير والشّكر

 النّائب سامي الجميّل

 24/4/2015

تواصل معنا