ملاحظات على كتاب التاريخ الموحد ومنع اعتماد النسخة المشوهة منه - 2012

دولة الرّئيس نجيب ميقاتي

رئيس الحكومة اللبنانيّة المحترم،

بعد اطّلاعنا على مسودّة منهج كتاب التاريخ الّذي أعدّته اللجنة الأكاديميّة وناقشته اللجنة الوزاريّة الّتي شكلتموها، وجدنا أنّ هذا المنهج المقترح فيه ثغرات خطيرة ومغالطات تحيد بالكتاب عن هدفه التّعليميّ، وتجعله مادّة لاستقواء جماعة على غيرها أو تقاسم مواقف ومغانم مزعومة عبر تدوين أحداث وإغفال أخرى من دون وضع معايير علميّة صحيحة للأحداث المفصليّة التّاريخيّة، أو عبر إقحام شخصيّات لا صفة تاريخيّة لها.

 وعلاوة على افتقاره إلى الموضوعيّة وعدم الدّقّة في نقل بعض الأحداث والتّواريخ، فإنّ الجوّ العامّ الّذي اعتُمد قد يرسّخ في نفوس التلاميذ إيديولوجيّات مغايرة، ويحاول محو ذاكرتهم، ويُنكر على الكثيرين منهم ما يعرفونه من شؤون مناطقهم وأحداثها وشخصيّاتها وشهدائها، وهي راسخة في ذاكرتهم ومحفوظة في مختلف الوثائق الإعلاميّة العامّة والخاصّة.

إن فرض وجهة نظر واحدة على الآخرين لا يدع مجالاً للشّك أو للتّحليل، وكأنّ فئة معيّنة من النّاس لم تعاني القتل والاضطهاد والقصف والحصار وتهديم البيوت والأحياء والتّهجير والإقصاء والنّفي والسجن.

تجمّعنا اليوم وقرّرنا أن نتحرّك تعبيرًا عن رفضنا للمنهج المقترح الذي يفتقر إلى الموضوعية ويعتمد الأيديولوجية السياسية في بلد أردناه بلد التعدّدية والتنوّع. نعترض على ما شطب وحذف وألغي من تاريخ فئة واسعة من المواطنين الذين ناضلوا وقاوموا واستشهدوا من أجل لبنان.

نعترض على محاولة محو هذه الفئة من التاريخ وتشويه ذاكرتها الجماعية.

من هنا، نطلب إعادة النظر بالمسودّة. نطالب بكتاب جديد موحّد من خلال آلية علميّة جديدة تبرز مختلف وجهات النظر في المواضيع الخلافية، فيفهم التلميذ تصرّف الفرقاء كلّهم ويتوصّل إلى استنتاجه الخاصّ من دون أن ينسخ أفكار طرف دون آخر.

تواصل معنا